دورة حياة المشاريع

ما هي دورة حياة المشروع؟ 

دورة حياة المشروع هي مجموعة المراحل التي يمر بها أي مشروع من البداية حتى الانتهاء، وهي ممارسة لا غنى عنها لتحقيق الأهداف الإنتاجية بكفاءة وفعالية، حيث يعمل كخريطة طريق تمكّن مديري المشاريع من التخطيط والتنفيذ ومراقبة المشاريع بطريقة منظمة، وعادةً ما تتضمن دورة حياة المشروع عددًا من العناصر وهي؛ البداية، التخطيط، التنفيذ، المراقبة والمراجعة والإغلاق.

وتعتمد تفاصيل دورة حياة المشروع على نوع المشروع وحجمه وتعقيده، وهناك أنماط ومنهجيات مختلفة لدورة حياة المشروع، مثل النموذج الشلالي التقليدي، ونموذج أجايل، ونموذج Adaptive، والنموذج المختلط، وكلاً من هذه النماذج يمكن أن يتضمن مراحل إضافية أو تفاصيل مختلفة عن الآخر، ومع كون إدارة المشاريع علم حقيقي يَعتمد عليه في كثير من الأحيان نجاح مشروعك، فإن إتقانها وتعلمها ضرورة لكل من يعمل في مجال العمل الحر، سواء كانت الإدارة هي مجال دراسته الأساسية، أو استعان بعدد من الدورات التعليمية ليكون بدء مشروعه على أسس منهجية وعلمية سليمة.

مراحل دورة حياة المشروع

مثلها مثل مراحل عملية إدارة المشاريع الخمسة، تتكون دورة حياة المشروع من مجموعة من المراحل المتسلسلة التي تهدف إلى تحقيق أهداف المشروع بفاعلية، هذه المراحل تشمل:

1. البداية Initiation

تبدأ هذه المرحلة بتحديد الفكرة، واحتياجات العملاء، وأهداف المشروع، ونطاقه، والمستفيدين منه، وكذلك يتم تقدير الميزانية الأولية وجدوى المشروع والفوائد المحتملة منه.

2. التخطيط Planning

في هذه المرحلة يتم التخطيط لكيفية تحقيق أهداف المشروع وإنشاء خطة مشروع شاملة، بما في ذلك المهام والجداول الزمنية وتخصيص الموارد واستراتيجيات إدارة المخاطر.

3. التنفيذ Execution

تتضمن هذه المرحلة تنفيذ خطة المشروع الفعلية، حيث يتم تنفيذ المهام، ويتم إنتاج التسليمات وفقًا للمواصفات المحددة مسبقًا.

4. المراقبة والمراجعة Monitoring and Control

في هذه المرحلة يتم تتبع التقدم في تنفيذ الخطة والتحقق مما إذا كان المشروع يسير وفقًا لها بشكل سليم، حيث يتم مراقبة التقدم مقابل خطة المشروع، ويتم إجراء تعديلات حسب الحاجة، تضمن هذه المرحلة أن يبقى المشروع على المسار الصحيح وفقًا القواعد المحددة مسبقًا.

5. الإغلاق Closure

في المرحلة الأخيرة يتم إنهاء المشروع رسميًا، وتُسلم التسليمات النهائية للمسئولين، وغالبًا ما يتم إجراء مراجعة ما بعد المشروع لتقييم النتائج واستخلاص الدروس المستفادة وأوجه لتحسين الممكنة.

اقرأ أيضًا: أساسيات إدارة المشاريع.

أهمية دورة حياة المشروع

تمثل دورة حياة المشروع الهيكل الزمني والتسلسلي لكيفية تنظيم وتنفيذ المشاريع، وفهم أهمية دورة حياة المشروع يساعد على تحقيق أهدافه بفاعلية وكفاءة، وهنا نلقي نظرة على أهمية هذه الدورة:

1. توجيه عملية التخطيط

تمتد دورة حياة المشروع من مرحلة التخطيط الأولية إلى إنجاز المشروع، ووجود هيكل زمني محدد يساعد على توجيه وتحديد أنشطة التخطيط بشكل أفضل، حيث يتم تحديد أهداف المشروع، وتحديد المهام، وتخصيص الموارد، حتى الوصول لمرحلة مراقبة التنفيذ ونهاية المشروع، ويتم كل ذلك بشكل أكثر فعالية عند وجود دورة حياة واضحة.

2. التخطيط وإدارة الموارد

تمكن دورة حياة المشروع من تحديد الموارد المطلوبة في كل مرحلة، وهذا يشمل الموارد البشرية والمالية والمواد والوقت، وعملية التوجيه هذه تؤدي إلى التخصيص الصحيح للموارد داخل المشروع، حيث يمكن تقليل فاقد الموارد وتحسين كفاءة كافة العناصر.

3. تقليل المخاطر وإدارة الانحرافات

تساعد دورة حياة المشروع على تحديد المخاطر المحتملة في مراحل مبكرة، مما يمكن من اتخاذ إجراءات وقائية لتقليل تأثيرها، كما تمكن من رصد الانحرافات عن الخطة المحددة واتخاذ تدابير تصحيحية فورية لضمان استمرارية التقدم باتجاه الأهداف.

4. توفير التواصل والشفافية

تسهم دورة حياة المشروع في توفير هيكل واضح لعملية التواصل بين أعضاء الفريق المختلفين، مما يجعل عملية التواصل أكثر فعالية وشفافية.

تطوير دورة حياة المشروع Project Development Lifecycle

تطوير دورة حياة المشروع تشير إلى عملية تعديل وتحسين هيكل وتسلسل المراحل التي يمر بها المشروع خلال دورة حياته، هذا التطوير يتم بهدف تلبية احتياجات مشروعات متنوعة ومتغيرة، وضمان أن المنهجية المستخدمة تتناسب بشكل أفضل مع طبيعة وأهداف المشروع.

كما أن دورة حياة المشروع تتطور ليتمكن المسئولين عن أي المشروع من التعامل مع تحديات مختلفة تواجهها المشاريع، سواءً كانت تحديات في التكنولوجيا، أو التغيرات في المتطلبات، أو تعقيدات في البيئة التنظيمية والثقافية.

يهدف تطوير دورة حياة المشروع إلى جعل المنهجية أكثر مرونة وقابلية للتكيف، وذلك من خلال تضمين أفضل ممارسات من مختلف النماذج والمناهج في دورة واحدة.

على سبيل المثال، قد يتم تطوير دورة حياة المشروع لتضمين مفاهيم من المنهجية المجتمعية (Agile) مع النموذج التقليدي (Waterfall)، وهذا ما يعرف بالنموذج المختلط (Hybrid)، هذا النموذج يسمح للمشروع بالاستفادة من التكيف السريع والتفاعل مع متطلبات في الوقت نفسه، كل هذا مع الحفاظ على بعض الهياكل والتخطيط الدقيق من النماذج التقليدية.

التطوير يمكن أن يتضمن أيضًا تعديلات في المراحل المحددة وتغييرات في تسلسلها، وهذا يعني أنه يمكن تعديل أو إعادة ترتيب المراحل بناءً على تعقيدات المشروع ومتطلباته الفريدة.

بشكل عام، يسعى التطوير في دورة حياة المشروع إلى:

  1.  تحسين كفاءة إدارة المشروع
  2.  تقليل المخاطر
  3.  ضمان تلبية أهداف المشروع بشكل أفضل

ما هي منهجيات إدارة المشاريع المختلفة:

كما ذكرنا في تطوير إدارة المشروع أنه مع تقدم مفهوم إدارة المشاريع، تم تطوير العديد من النماذج لدورة حياة المشروع، وتهدف هذه التطويرات إلى تلبية احتياجات المشروعات المتنوعة. هذه التطويرات أطلق عليها مناهج إدارة المشروعات حيث يتميز كل منهج من هذه المناهج بسمات محددة مفيدة لنوعية مشاريع محددة.

حيث تلعب مناهج إدارة المشاريع دورًا حاسمًا في توجيه مسار المشاريع ودورات حياتها، فيما يلي تحليلًا لدورة حياة المشروع ضمن منهجيات إدارة المشاريع المختلفة:

1- منهجية أجايل Agile – المنهجية المجتمعية

المنهجية المجتمعية (أجايل) لإدارة المشروع تعتمد على التفاعل المستمر مع العملاء وتسليم قيمة فورية من خلال تقسيم المشروع إلى دورات قصيرة ومتكررة تعرف بالسبرنت sprint أو الإيتيريشن iterations.

يتميز هذا النهج بالمرونة والقدرة على التكيف مع التغييرات المستمرة في متطلبات المشروع والبيئة المحيطة، وأهم النقاط المميزة لهذا المنهج:

أ- التفاعل مع العملاء

في نهج أجايل يكون التفاعل مع العملاء مستمر مما يؤدي لفهم أعمق لاحتياجات العملاء وتوقعاتهم، ويتم التسليم الفوري للقيمة في كل مرحلة من مراحل المشروع، بدلاً من انتظار الانتهاء الكامل للمشروع، مما يسمح للعملاء بالاستفادة من القيمة المضافة بشكل أسرع.

بـ – تقسيم المشروع إلى اسبرينتات

تنقسم المشروعات في المنهجية المجتمعية إلى دورات قصيرة تعرف بالسبرنت، حيث في كل دورة يتم تحديد مجموعة من المهام والأهداف لتنفيذها، وتشجع منهجية أجايل على التعاون الوثيق بين أعضاء الفريق، مما يساهم في زيادة الكفاءة والإبداع.

ج – التكيف مع التغيرات 

التكيف مع التغيير يعتبر جزءًا أساسيًا من المنهجية المجتمعية، حيث يمكن تعديل المتطلبات والخطط خلال السبرنت بناءً على التغييرات في البيئة أو احتياجات العملاء، والاستفادة من التعلم المستمر عن طريق تحليل الأداء بعد كل دورة واستخلاص الدروس المستفادة وتجنب الأخطاء المتكررة.

لذا المنهجية المجتمعية تهدف إلى تحقيق تقدم سريع وتسليم قيمة للعملاء من خلال التفاعل المستمر والتكيف مع التغييرات.

2- المنهجية التكيفية Adaptive

منهج التكيف في إدارة المشروعات هو نهج يركز على القدرة على التعامل مع التغيرات والتحديات الطارئة أثناء تنفيذ المشروع، هذا النهج يساعد فريق إدارة المشروع على الاستجابة السريعة والمتقنة بفعالية لأي تغييرات غير متوقعة دون التأثير سلبًا على تقدم المشروع، أهم خطوات هذه المنهجية:

أ- تقييم الأوضاع المستمر

تقييم الوضع الجديد حيث يقوم المسؤولون عن المشروع بتقييم التحدي الجديد الذي ظهر، وتقدير مدى تأثير هذا التحدي على جدول العمل والموارد المتاحة، واستعراض الخيارات المتاحة لحل المتغير والتحدي الطارئ.

بـ – تعديل الخطة وفق المتغيرات الجديدة

اتخاذ القرار للتصرف مع المتغير الجديد، وتنفيذ القرار الجديد والتعديل في الخطة وجدول الأعمال، ومراقبة التأثير بينما يتم تنفيذ القرار، وهل تسير الأمور كما هو مخطط، أم أن هناك ضرورة لإجراء تعديلات أخرى؟

ج – إعادة ضبط المسار

ضبط المسار إذا لزم الأمر، حيث يتم إجراء تعديلات إضافية للمشروع لضمان استمرار تقدمه بشكل ناجح رغم التحديات.

لذا فالفكرة الأساسية في منهج التكيف هي التعامل مع المتغيرات بروح إيجابية وتعديل مسار المشروع بناءً على الظروف الجديدة لضمان تحقيق أهدافه بنجاح.

3- المنهجية المختلطة – Hybrid

النهج المختلط لإدارة المشروعات يتميز بقدرته على الدمج بين عناصر من المنهجيات المختلفة للوصول للنموذج الأمثل للمشروع بما يتوافق مع متطلباته ومع ما يحقق أعلى نجاح للمشروع.

وتعتبر المنهجية المختلطة نموذج يقدم حلاً مخصصًا لكل مشروع على حدا، مما يتيح للمؤسسات استغلال مزايا المنهجيات المختلفة، واختيار الأصلح من كل منهج لصناعة منهجية متفردة لمشروع محدد، ويمكن لمديري المشروعات ضبط التوازن بين المراحل المنظمة والدورات التكرارية وفقًا لمتطلبات المشروع الفريدة.

4- المنهجية التقليدية – الشلال – Waterfall

المنهج التقليدي أو ما يطلق عليها الشلالية Waterfall  هي المتعارف عليها والتي يجرى تطبيقها بشكل طبيعي عندما لا يتم اختيار منهج مغاير لمشروع محدد، وهذه المنهجية تعمل على مراحل تسلسلية يجب أن تكتمل كل مرحلة قبل بدء المرحلة التالية في مسارًا خطي من البداية إلى الإغلاق، مع التركيز على التخطيط الشامل الجيد قبل التنفيذ.

وعلى الرغم من أن المنهجية التقليدية توفر استقرارًا طوال فترة حياة المشروع، ولكنها قد تكون أقل قابليةً للتكيف مع تغير ظروف المشروع الطارئة والتغيرات السريعة، لذا تفضل في المشاريع المستقرة طويلة الأمد بدرجة أكبر.

مشاركة:

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبول ملفات الارتباط

نستخدم ملفات الكوكيز أو البيانات الشخصية المماثلة لتحسين تجربة المستخدم وتخصيص المحتوى المعروض للمستخدم. تعرف ملفات الكوكيز على المعلومات المتعلقة بزياراتك لموقعنا ، وتسهل الوصول إلى خدماتنا. عندما تستخدم موقعنا ، فإنك توافق على استخدام الكوكيز الموضحة في هذه السياسة.